الحبيب عاشور
نرفض إراقة دماء العمــال
إذ كانت هذه هي الصورة التي كانت تخيم على تونس في تلك السنة فإن خريف سنة 1977 كان بالنسبة الى الاتحاد العام التونسي للشغل المنعطف الحقيقي في تجسيد اختيارات الاتحاد في استقلاليته وذاتيته ويبرز هذا التوجه بالخصوص في اجتماع الهيئة الادارية الى الاتحاد العام التونسي للشغلا يوم 20 سبتمبر عندما ذكر الأخ الحبيب عاشور أمام أعضاء الهيئة الادارية أنه قال الى بورقيبة : « إن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يعمل ضد الوحدة القومية اذ هو يعرف قيمتها جيدا وترعرعت حول تضحيات الاتحاد ولهذا فانه لا يعقل أن يخربها ولكننا نرى ان الوحدة القومية لا يمكن ضمانها دون عمال أقوياء »
وقال عاشور في نفس الاجتماع « هناك فئات اجتماعية غير عمالية تؤيد الاتحاد وتكتب المقالات لفائدته ولكن الاتحاد لا يسيره الا قادته وهياكله النقابية ولا يسمح لاحد بالتدخل في شؤونه الداخلية
استقبل الرئيس الحبيب بورقيبة صباح السبت 17 سبتمبر السيدين الهادي نويرة الوزير الأول والطاهر بلخوجة وزير الداخلية والأخ الحبيب عاشور الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وقد أدلى الأخ الحبيب عاشور بتصريح جاء فيه « لقد استقبلنا الرئيس الحبيب بورقيبة أنا والوزير الأول ووزير الداخلية وتحدث إلينا في تأثر بالغ داعيا إيانا الى أن نضع المصلحة العليا للأمة فوق اعتبار كمنا كان الشأن في الماضي وذلك بتعزيز الوحدة القومية وبالعمل لما فيه مصلحة مجموع الشعب التونسي وإني أرى أن الاتحاد العام التونسي للشغل الذي عمل دوما في هذا الاتجاه سيواصل العمل بما فيه مصلحة الشغالين والأمة » (الشعب 23 سبتمبر 1977)
يذكر أن الحبيب عاشور قدم استقالته من الديوان السياسي أبو إياد الذي عرض عليه وساطة لتفادي المزلق الخطير الذي تندرج نحوه البلاد وقبل قبل عاشور بهذه الوساطة إلا أن الوزير الأول الهادي نويرة رفضها وذهبت البلاد الى أحداث 26 جانفي 1978 والتي على اثرها تم سجن عاشور ورفاقه في المكتب التنفيذي الوطني واعداد كبيرة من النقابيين من أعضاء الهيئة الادارية الوطنية